في ذكرى «سيد الخلق»| رصيد مصر السينمائي «ضعيف».. وغياب إنتاج فيلم ديني منذ 48 عامًا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب: محمد إسماعيل


ماسبيرو لم ينتج مسلسل عن «الرسول» منذ 40 سنة
شراكة هولندية أمريكية لإنتاج 4 أفلام بتكلفة 410 ملايين دولار والعرض مجاناً !
طهران تسعى لتغيير الخريطة العقائدية للمشاهد.. وإسرائيل تبث مفاهيم دينية مغلوطة
كرم جبر في محاولة أخيرة لإنقاذ المشاهد المصري من بعض الإنتاجات الدينية

عندما تعجز بعض المؤسسات الإنتاجية عن حماية الثوابت الدينية من خلال إنتاج درامي يعيد خلق التوازن العقائدي لدى المشاهد وحمايته من الغزو الديني القادم من بعض الجهات التي تسعى لعمل خلخلة دينية، فاعلم أن هناك كارثة درامية ستؤدي لتغيير خريطة المشاهد ومحو الذاكرة الدينية لأكثر من 100 مليون مشاهد.

وعندما تتعارض مصالح بعض الدول السياسية مع بعض المفاهيم والمواريث الدينية فإنها تلجأ دائماً إلى الإنتاج الدرامي.. وعندما تجد بعض الكيانات الخاصة ترفض تنفيذ الخطة الإنتاجية التي تهدف إلى تمرير بعض المفاهيم الدينية والاجتماعية «بحجة» المكسب والخسارة ومتطلبات السوق، سيتم اختراق وهتك الستر الديني من بعض الكيانات الإنتاجية الأجنبية التي تسعى إلى تغيير الخريطة الدينية من خلال إنتاج أفلام ومسلسلات دينية تبث معلومات مغلوطة لتعيد تشكيل الوعي الديني وأحداث فوضى أخلاقية وتدمير الثوابت الدينية. 

ونحن على أعتاب مولد رسول الرحمة الذي يهل علينا بعد أيام قليلة يسعد فيها المشاهد برؤية بعض الأفلام الدينية التي أنتجت خصيصاً لهذه المناسبة، فإن السينما المصرية قدمت 8 أفلام فقط: الشيماء، وعظماء الإسلام، وفجر الإسلام، وهجرة الرسول، وبلال مؤذن الرسول، ورابعة العدوية، وظهور الإسلام، والرسالة، تعرض شاشات ماسبيرو منها 3 أفلام فقط بسبب حقوق العرض.

تاريخ

وكان أول إنتاج هو فيلم «ظهور الإسلام»، بطولة عماد حمدي، وعباس فارس، وسراج منير، وأحمد مظهر إنتاج عام 1951، وآخر إنتاج مصري فيلم «الشيماء» بطولة سميرة أحمد وأحمد مظهر إنتاج عام 1972 للمخرج حسام الدين مصطفى وهذا يعنى أن مصر «بلد الأزهر» لم تقم بإنتاج أي فيلم ديني يرصد حياة سيد الخلق  وميلاده منذ أكثر من 48 عامًا، ولم يتم إنتاج حتى الآن عمل ديني ضخم يعيد هيبة الدراما الدينية مرة أخرى.

دمار

الغريب والمثير للدهشة هو إيقاف الإنتاج الديني بصفة خاصة وتم سحب استوديوهات الإنتاج «أستوديو 10، وأستوديو 1، وأستوديو 2» من قطاع الإنتاج، في خطوة لوقف أعمال هذا الكيان- الذي أنتج في هذه الاستوديوهات أهم المسلسلات الدينية- منها مسلسل «لا إله إلا الله»، ومسلسل «عمر بن عبدالعزيز»، ومسلسل «عصر الأئمة»، ومسلسل «أبوحنيفة النعمان»، ومسلسل «الطارق»، والكثير من الأعمال الخالدة، وتحويل هذه الاستوديوهات إداريًا إلى قطاع التليفزيون لإنتاج برامج أخرى.

 ولم ينجح ماسبيرو في إنتاج أي مسلسل ديني منذ 11 عامًا، منذ «صدق وعده» وهو إنتاج مشترك مع سوريا عام 2009، ما أوجد فراغ ديني لدى المشاهد جعله فريسة سهلة لبعض الدول التي سعت لإنتاج أعمال دينية للتأثير على أكثر من 100 مليون مشاهد والسعي لبث مفاهيم دينية خاطئة.

كارثة

وفى ظل الابتعاد عن الإنتاج الديني وبعد نجاح فيلم «محمد رسول الله» الإيراني تجاريًا، وتحدث عن نبي الإسلام «محمد بن عبدالله» منذ ولادته مرورًا بطفولته، وتنتهي أحداث الفيلم عند رحلة النبي محمد إلى الشام، استطاعت طهران فرض هذا الفيلم على بعض الجاليات العربية المسلمة في الخارج، بجانب رصد 240 مليون دولار لإنتاج 3 أفلام عن الرسول الكريم.

شيعة 

والكارثة أن كُتاب هذه الأفلام من الشيعة، ما يعني بث معلومات مغلوطة قد تؤثر على ملايين المشاهدين في العالم العربي وخاصة مصر.
ويأتي أولى هذه الأفلام المغلوطة بأقلام مسمومة تحاول تفريغ المعتقدات الدينية لدى المشاهدين واستبدالها ببعض المعتقدات الشيعية التي تتسبب في كارثة دينية. 

شراكة

وتأتي ثاني هذه الكوارث بقيام شركات إنتاج هولندية بالشراكة مع شركات أمريكية بإنتاج 4 أفلام عن الرسول محمد، ورصد 410 ملايين دولار كميزانية مبدئية لهذه الأفلام على أن يتم التصوير منتصف العام القادم في جنوب أفريقيا والمغرب.

وتسعى هذه الشركات إلى طرح هذه الأفلام من خلال بعض الشاشات العربية كإهداء مما يثير الشك والريبة في محتوى هذه الأفلام.

فراغ ديني

وبعد إنتاج المسلسل الديني "محمد رسول الله" الذي أنتج من 5  أجزاء، منذ أكثر من 40 عاماً والذي كان يروي قصص عدد من الأنبياء، لم تستطيع شركات الإنتاج الخاصة والشركات التابعة لماسبيرو إنتاج أي عمل درامي يحكى قصة رسول الإنسانية لملء الفراغ الدرامي الديني لدى المشاهد المصري.

وفى ظل عدم تقديم أفلام ومسلسلات دينية، أعلنت بعض شركات الإنتاج الإسرائيلي إنتاج مسلسل 120 حلقة تحت عنوان «رسول الحق» ليرصد حياة الرسول الكريم منذ ولادته وحتى مماته ومواقفه مع التوراة واليهود،على أن تبث هذه الحلقات مجاناً على جميع القنوات الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية.

وتسعى تل أبيب لتحقيق أكثر من هدف من خلال هذا الإنتاج، وهي جذب المشاهد من خلال مادة دينية تمس العقيدة الإسلامية، وتأتي ثاني هذه الأهداف إلى نشر مفهوم التآخي (المغلوط) وإعادة نشر مفهوم السلام الديني من وجهة نظر تل أبيب، أما ثالث هذه الأهداف هو بث أحاديث مغلوطة تؤكد أحقية إسرائيل في الأراضي العربية وأنهم شعب الله المختار.

إنقاذ

وفي محاولة أخيرة لإنقاذ المشاهد المصري من بعض الإنتاجات الدينية التي تسعى إلى تغير بعض الثوابت وتشويه الحقائق الدينية، قرر المجلس الأعلى للإعلام السماح للهيئة الوطنية للإعلام عرض 5 أفلام دينية من ضمن 93 فيلماً «ملك عام» مقابل 1025 جنيهاً سنويا للفيلم الواحد بإجمالي 95 ألف جنيه.